القراءه
أولهما: تعتبر القراءة استخراج للمعنى الكامن في النص،
والثانية: تتناول القراءة كنشاط إدراكي يهدف إلى بناء المعنى .
لذا فإن اهمية القـراءة تكمن في كونها الوسيلة الاساسية للاتصال بين الافراد والمجتمعات فهي اداة الانسان لكسب المعـارف والتعليم، وهي اداة المجتمع للربط بين افـراده وهي اداة البشرية للتعارف بين شعوبهـا مهما تفرقـت أوطانهـم، وبين اجيالهـا مهما تباعـدت ازمانهـم . ان العملية القراءة بمثابة المفتاح الذي يتيح الانتفاع بالكنوز والذخائر المعرفيه ومنها تتفتح المسمات المعرفية لدى الاجيال ويثرون افكارهم وتتطور حياتهم ويتغلبون على مشكلاتهم ويرتفع مستواهم ويتقدمون على من سواهم … فتلك هي سنة الله في المجتمعات الانسانية من يقرأ أكثر يتقدم ويرتقى اكثر، ولعل من هنا جاءت تسمية المجتمعات بالمتقدمة والاقل تقدما .
وتكون القراءة من الكتاب نظراً، او من الذكرة المختزنة حفظاً، تكون جهراً وسراً وقد تكون استماعاً كما في حديث بدء الوحي، ومهما اختلفت النظريات وتعددت الآراء في تحديد اهمية القراءة الا انها تبقى مجالا حيويا من اهم مجالات النشاط البشري ومن أهم أدوات اكتساب المعرفة والثقافة والاتصال بالامم والحضارات السابقة، ومن خلالها ترتقي الشعوب والمجتمعات قاطبه فكريا واخلاقيا . تأصيل القراءة قبل المدرسة
تبدأ القراءة في المنزل وبدرجات متفاوتة، حيث يعتمد الاطفال على المنزل في اكتساب المعرفة قبل الذهاب الى المدرسة، تلك المعرفة التي تضع الاساس للقراءة فالاطفال يكتسبون مفاهيما عن ادراك الاشياء والاحداث والافكار والمشاعر كما يكتسبون ألفاظا شفهية للتغبير عن هذه المفاهيم ويكتسبون ايضا أساسيات النحو للغة الشفهية. وبدرجات متفاوته يكتسب الاطفال معرفة معينة عن اللغة المكتوبة قبل ذهابهم الى المدرسة بل ان بعض الاطفال يتعلمون القراءة في المنزل ويتعلم كل الاطفال تقريبا شيئا ما عن القوالب القصصية وعن كيفية الاسئلة والرد عليها وعن كيفية تعرف عدد يقل او يكثر من الحروف والكلمات.
فكلما استطاع الاطفال اكتساب معرفة اكثر في المنزل كلما زادت فرصتهم للنجاح في القراءة مستقبلا، فعلى سبيل المثال فهم القصص البسيطة يمكن ان يعتمد بدرجة كبيرة على امتلاك المعارف العامة فالاطفال الذين قاموا برحلات وقضوا أوقاتا في المنتزهات العامة وزاروا المتاحف وراوء الحيوانات بالتاكيذ سيكون لديهم خلفية معرفية مرتبطة بالقراءة المدرسية، الا ان الخبرة الواسعة وحدها ليست كافية ، فالطريقة التي يتحدث بها أولياء لاطفالهم عن خبرة ما تؤثر على نوعية المعرفة التى يكتسبها الاطفال دون ادنى شك، اذ ان محتوى العبارات التقريرية والاستفهامية والطريقة التي تصاغ بها تؤثر على ما يتعلمه الاطفال مستقبلا من الخبرة ، كما ان الاسئلة التي تثير التفكير تنشط النمو العقلي الذي يحتاجه الطفل للنجاح في عملية القراءة .
كما ان الاطفال الذين يتحدثون باستفاضة مع أولياء امورهم في المنزل احاديثا تجعلهم يفكرون في خبراتهم يتعلمون صناعة المعنى من الاحداث ويتمتعون بمزية لاحقة في تعلم القراءة، الا ان اكثر انماط التعليم المنزلي تأثيرا يتخذ شكلا مغايرا لمايتم داخل المدرسة، واكثر الانشطة اهمية لتكوين المعرفة المطلوبة للنجاح النهائي في القراءة يتخذ شكل القراءة الجهرية للاطفال ويتم ذلك على وجه الخصوص في السنوات ما قبل الدرسة وتكون تلك القراءة اكثر ما تكون فائدو عندما يكون الطفل مشاركا فعالا ينخرط في المناقشات عن القصص التى يسمعها ويتعلم تعرف الحروف والكلمات والحديث عن معاني تلك المفردات.
لذا فانه من المفيد جدا استخدام الوسائل التعليمية التقليدية مثل السبورة الطباشيرية والورقة والقلم الرصاص فهي ذات أهمية بالغة في تعلم الاطفال القراءة، وعندما قورن الاطفال الذين تعلموا القراءة قبل ذهابهم الى المدرسة، باقرانهم الذين لم يتعلموا القراءة قبل الالتحاق بالمدرسة، وجد ان الذين تعلموا القراءة مبكرا يجيدون بصورة اكبر استخدام السبورة الطباشيرية والورقة والقلم الرصاص، كما ان كمية الكتابة التي ينجزونها اكثر، حيث تعطي الكتابة الاطفال طريقة للتدريب على العلاقات بين اشكال الحروف واصواتها، ويمكن استخدام سبورة الحروف عند تعليم صغار الاطفال الذين لم يكتبوا بعد بالقلم الرصاص كما ان هذا النشاط يمكنه ان ينمي معرفة الارتباط بين شكل الحرف وصوته.
ويمكن للاباء ان يؤثروا في تعلم اطفالهم من برامج التليفزيون التي تعلم اطفال ما قبل المدرسة القراءة أضافة لبرامج الكمبيوتر حيث تزود بعض الحزم التعليمية الاطفال بخبرات جديدة ، الا ان اولياء الامور يلعبون دورا ذا اهمية لا تقدر في ارساء اساس تعلم القراءة فولي الامر اول مرشد للطفل في عالم شاسع غير مألوف كما انه اول مراقب لما تعنيه الكلمات بالنسبة للطفل ولكيفية التعبير عن الاشياء بالكلمات وهو كذلك اول معلم في كشف النقاب عن ذلك العالم السحري للغة المكتوبة واخيرا فهو المصدر الدائم للطفل الذي يمده بالايمان بان الطفل بشكل ما عاجلا ام اجلا سوف يصبح قارئاً جيداً القراءة … من اجل ان نكون امة قارئة.
تُعد القراءة عملية بالغة الاهمية لحياة الفرد والمجتمع معا، ولعل مايزيد القراءة شرفا وقدرا أنها أول أمر إلهي جاء به الوحي الامين للنبي الأمي خاتم الانبياء والمرسلين (إقرأ…) ، ولم يقل صلي ، إركع ..اسجد، كل.. اشرب، لكن قال تعالي في أول آيه انزلها على نبيه الخاتم (إقرأ)، وهذا برهان لايقبل جدلا في ان القراءة تفوق كل شيء أهمية وقيمة في الحياة، ولهذا فهي مصدر لكل ثقافة وبها سمي القرآن كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم (المكتوب في المصاحف).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق